معنى أن تموت بشرف

 

كان مستلقياً على سريره عندما شعر أن موعد النهاية قد آن، أحس بثقل كبير في قدميه، وضربات قلبه كانت تتسارع بصورة غير مسبوقة وتخنق أنفاسه التي لا تقوى على الخروج، ورغم كل ذلك قرر أنه يجب أن يقف ، كان يريد أن يستقبل تلك اللحظة واقفاً على قدميه كما اعتاد على مواجهة كل شيء واقفاً قوياً ، نهض بصعوبة ، بذل جهداً كبير لتحريك تلك الأقدام التي بدت كانما قد التهمها الخدر، سار بعد كل ذلك الجهد ليقف في منتصف المنزل، حيث توجد أسرته، أصرّ على رؤيتهم على طريقته للمرة الأخيرة، كان يرمق كل شخص يمر من أمامه بنظرة يختبئ خلفها الكثير ، إرث بشري يتلاشى ، ذكريات تُمحى ومشاعر تُسلب ، كل شيء ينهار ، عزّت عليه نفسه، أتعلمون ماهو أكثر الأشياء رعباً في تلك اللحظة؟ أن وقت الإختيار قد أنتهى ، وستذهب الآن في الطريق ذات المسار الواحد ، إلى حيث لا تعرف، كان يرغب حينها بالجري ودفن نفسه بين ذراعي أي شخص سعياً وراء الأمان الذي انتُزع منه عنوة في تلك اللحظة، لحظات إنتظار طويلة ونظرته لهم نظرة من يراهم من مكان آخر وزمان منفصل يسير بوتيرة طبيعية لديهم ولكنه الآن متوقف لديه ، كان الهدوء يخيم على كل شيء حتى تشعر أن هناك صوتا مخيفاً لذلك الصمت، وقعه لم يتردد على أذنيه من قبل، صمت لم يشعر به في حياته وكأنما يتم سحبه تدريجياً من هذا العالم، يتم تحضيره وتهيئته إلى ذلك المكان الجديد حيث الطابع المختلف،  ثم لا شيء....
نعتقد أحيانا أننا نموت بشرف...
ولكن في مكان آخر على هذه الكرة الأرضية أناس صادقوا الموت وألفهم، اختاروه ولم يخذلهم، كانوا أقوياء إلى الدرجة ألتي تجعل الموت برهبته وسطوته يقف أمامهم بتبجيل واحترام، عاجزا أمام ضخامة ذلك الإرث الذي لا يمكن أن يُمحى.
عندما نتحدث عن الشرف فالوجهة فلسطين
وعندما نذكر الكرامة والصمود فالقبلة أقصى القدس
لشهداءنا السلام
والحرية لفلسطين❤



من أحداث مد الاستيطان في حي الشيخ جراح والاعتداء  السافر على المسجد الأقصى وقصف غزه في أيار من عام 2021

تعليقات

المشاركات الشائعة