العودة الى المدرسة(الجزء الأول)

 

لابد أنكم أحيانا تتأثرون ببعض القراءات التي تقرأوها أو ببعض الأفلام ألتي تشاهدونها، هذا بالضبط ما حدث معي فبعد أن أنهيت الرواية السابقة أحسست برغبةٍ جامحةٍ للعودة ادراجي إلى أيام الطفولة وبالتحديد إلى فترة الدراسة في المدرسة الشاملة، فكان ذلك:
منذ أن بدأت أذهب إلى المدرسة حتى أصبحت تشكل حملاً ثقيلاً علي، مع أن المدرسة كانت قريبة جداً من منزلنا إلا أنني لم اكن أحب الذهاب إليها.. نعم، كنت في بدايةِ كل عام دراسي جديد اتحمس قليلاً لرؤية الأصدقاء وأمور من هذا القبيل ولكن ما إن تبدأ الفروض اليومية التي لا تنتهي، ومن ثم الإمتحانات التي يعلم الجميع أنها لن تتوقف حتى نهاية العام الدراسي، حتى يصبح الأمر تعيساً جداً، ويتملكني الملل فأصبح ذلك الطفل الذي يستيقظ متأخراً كل صباح يبلل إصبعيه بالماء ويمسح بهما عينيه في محاولة فاشلة منه لإقناع نفسه بالاستيقاظ، ويبقي شعره على شعاثته ويحمل حقيبته التي لم يتم تحضير كتبها منذ زمن غابر لا يذكرهُ هو نفسه، ويكون آخر طالب يدخل من البوابة الرئيسية ... في الحقيقة، إن الأمر لا يعود إلى الملل الدراسي فحسب، بل كان هناك أشياء أخرى وأهمها موضوع ترتيب الطلاب في المقاعد الذي سيتم بالتأكيد وفقاً للطول الأقصر في الأمام والاطول في الخلف، نعم كما اعتقدت أيها المتحاذق فأنا قصير القامة، وذلك الترتيب كان مزعجاً جداً بالنسبة لي ولا أعرف لماذا يحب بعض الطلاب الجلوس في المقعد الأول ، فغير التصريح الموثق الذي يمنحني إياه اجلاسي التعسفي في المقعد الأول بأنني الأقصر في الفصل فأنا لا أحب أن أكون دائماً في الواجهة، إن الجلوس في وجه المدرس يجبركَ دائماً على أن تمثل بأنك قد فهمت كل شيء حتى وإن لم تكن كذلك بالفعل، كما ويجبرك أيضاً على الإنتباه طوال الوقت وهو ما لن تضطر لفعله في ما لو جلست في أي مكان آخر، وأنت أيضاً مهدداً بخطر السؤال المفاجئ أو قراءة الدرس أو عنوانه على الأقل، ناهيك عن الزخاتِ المتفرقةِ للامطار المتراشقة من أفواههم، وأيضا يكون لك النصيب الأكبر من عدد مرات مسح السبورة والذهاب لإحضار ما يحتاجه هذا المدرس طوال الوقت.
ولكن الأمر لم يتوقف عند ذلك..يتبع...

تعليقات

المشاركات الشائعة