شجار في الحي

 

 استيقظت في صباح اليوم التالي على أصوات صراخ من الخارج، فتحت النافذة فلم أرى شيئا، فخرجت إلى الشرفة وإذا بالسيد نادر في مشاجرة حامية الوطيس مع طه صاحب صهريج الماء في حينا، وهو يسكن في المنزل المقابل لمنزل نادر، كان نادر يكيل له كل ما عرفه من شتائم، في الحقيقة طه هذا شخص لن ترغب ابدا ان تقابله في حياتك حتى ولو صدفة ، هو من أكثر الشخصيات استفزازا واذية، لا يتوانى أبدا عن فعل ما هو في مصلحته حتى وإن كلفه الأمر اذية كل سكان الأرض، فلتحترق الأرض في سبيل أن يشعل طه سيجارته بها.

أتضح في ما بعد أن سبب هذا الشجار الصباحي هو أن طه اللطيف هذا وضع موتور لسحب المياه على الموزع الرئيسي لضخ المياه ليقوم بملء اكبر قدر ممكن من المياه في خزاناته ثم يسقي المزروعات في حديقته ويغسل شاحنته ويملاها بالمياه ليبيعها في ما بعد لمن هم من أمثال نادر، الذين لم ولن يستطيعوا ملء ما يكفي حتى استخداماتهم الأساسية في ظل وجود طه ومن هم على شاكلته وفي ظل وجودنا في إحدى دول العالم الثالث التي يجب فيها أن تعاني لتحصل حتى على حاجاتك الأساسية، ثم وليس ذلك فحسب بل إنه وبكل وقاحه خرج مبكرا يصرخ على نادر ليحرك سيارته لأن مكان وجودها يضايقه ولا يجعله يتحرك بحرية هو وشاحنته اللعينة.