العودة الى المدرسة (الجزء الثالث) وحصه اللغه الفرنسيه

 

ولكن بعيداً عن كل ذلك، أفضل ما كان يحدث في تلك المدرسة هو حصه اللغة الفرنسية، كانت حصتي المفضله والوقت الذي لا أريده أن ينتهي أبدا، وأنا أتلذذ في سماع تلك الكلمات الفرنسية الجميلة الأشبه بالمعزوفه الموسيقية وهي تنساب من فم "مودموزيل رنا" صاحبة القامة الممشوقة واللباس الأنيق دائماً❤
من دون جميع المواد المملة الأخرى كانت تلك اللغة تأسرني كنت أقف وكأنني في مشهد تمثيلي وأكرر العبارات التي كنّا نتعلمها حتى احفظها عن ظهر قلب، كنت أشعر وأنا أنطقها بأنني أقول شيئاً مهماً لا يعرفه أحد غيري وبأني يوماً ما سأذهب إلى فرنسا واجوب في شوارعها وأتحدث مع الناس  بتلك اللغه الآسرة.                                                         

أذكر جيداً اليوم الذي قدمت فيه على غير العادة باكراً إلى المدرسة ، فقد كان لدينا حصة صباحية للغة الفرنسية ولكن وللأسف لايسمح للطلاب الدخول إلا بعد سماع كلمة مديرة المدرسة اليومية، هذه العجوز لا تريد أن تفوت يوماً من دون أن تمسك بالحديدة وتوبخنا أنها مدمنة على ذلك، وفي أثناء حديثها الممل الذي لا يريد أن ينتهي انفجر جميع الطلاب ضاحكين بصورة مفاجئة، لم أعرف ما حدث في البداية، وإذا بي أسمع خوار بقرة من الخلف، لابد أن مصدره البيت المجاور للمدرسة، فأخذت أضحك أيضاً معهم بصورة لا إرادية، والمديرة تزداد غضباً ظناً منها أننا نضحك على كلامها فيعلو صوتها في الصراخ أكثر وأكثر حتى أنني شعرت أن البقرة أيضاً صوتها أصبح اكثر وضوحاً، فبدا الأمر وكأنه حوار بخوار لبقرتين لا نفهم منه نحن شيئاً، وللأسف لم نستطع أخذ حصة اللغة الفرنسية في ذلك اليوم، وقد كان ذلك أسوء ما في الأمر.
استذكر ذلك الآن وأنا قاربت على إنهاء الخامسة والعشرين من عمري ولا أدري إن كان ذلك يجب أن يضحكني أم يحزنني.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة